التفاسير

< >
عرض

قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
٣٠
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } قد مضى مكرّراً انّه تعالى ما يأتى بالمقول فى امثاله للاشعار بانّ قوله (ص) لقوّة نفسه يؤثّر فيهم بحيث يصير سبباً لما يذكر بعده من غير اعتبار المقول فى جزم الجواب، وغضّ طرفه غضاضاً بالكسر وغضّاً وغضاضاً وغضاضةً بفتحهنّ حفظه وتحمّل المكروه، وغضّ من بصره نقص منه ووضع من قدره، وقيل: من هنا زائدة والمعنى يحفظوا ابصارهم وانظارهم من النّظر الى ما لا يحلّ لهم النّظر اليه، او من النّظر الى ما لا ينبغى لهم النّظر اليه سواء كان عدم استحقاق النّظر من باب الحرمة او من باب الكراهة او من النّظر الى ما سوى الله وآياته كما يجيء { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } من ان ينظر اليها من لا يحلّ له النّظر اليها كما فى الخبر، او من مطلق النّظر اليها سواء كان النّاظرون انفسهم او غيرهم حلالاً كان النّظر او غير حلال على ان يكون النّظر الى الفروج مكروهاً ممّن يحلّ له النّظر اليها كنظر صاحبى الفروج ونظر الازواج الى عوراتهم ويكون الامر المقدّر اعمّ من الوجوب والاستحباب، او يحفظوا فروجهم من الوطى الغير الحلال او يحفظوا فروجهم من الوطى الغير الحلال ومن النظر الغير الحلال، او يحفظوا فروجهم من النّظر والوطى مطلقاً على ان يكون الحكم للبالغين البيعة الخاصّة الولويّة ويكون الوطى والنّظر الى الفروج وكون الفروج منظوراً اليها ممنوعاً فى حقّهم، فانّ السّالك الى الله حكمه حكم المحرم ما لم يتمّ سلوكه ولم يحلّ من احرامه للحجّ الحقيقىّ فلم يحلّ لرجالهم التّمتّع بالنّساء وبسائر ملاذّ النّفس ولا لنسائهم التّمتّع بالرّجال وبسائر ملاذّ النّفس بل لا يجوز لهم الالتفات الى ما سوى الله وما سوى مقصدهم { ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ } اطهر لهم او اصلح او انمى لانّه ابعد من الرّيبة والاشتغال بملاهى النّفس { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } من النّظر وترك النّظر فيجازيهم بحسبه.