التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَارِ
٤٣
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً } الجملة مستأنفة فى مقام التّعليل لقوله { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } او لقوله { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }، او للمجموع والخطاب لمحمّدٍ (ص) لانّه هو الرّائى لمثل ذلك لا المحجوب عن مشاهدة فعل الحقّ فى افعال العباد والطّبائع، او لكلّ من يتأتّى منه تلك الرّؤية، او لكلّ راء فانّ كلّ راءٍ ينبغى له ذلك، والاستفهام على الاوّل والثّانى للتّقرير، وعلى الثّالث للتّوبيخ، والازجاء السّوق { ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ } اى بين قطعه المتفرّقة { ثُمَّ يَجْعَلُهُ } بعد جمع قطعه { رُكَاماً } متراكماً { فَتَرَى ٱلْوَدْقَ } اى المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } اى من السّحاب فانّ كلّ ما علا مطبقاً فهو سماء { مِن جِبَالٍ فِيهَا } بدل من قوله من السّماء والمعنى ينزّل من السّحاب من القطع المعظمة المرتفعة فى السّحاب { مِن بَرَدٍ } بعضً من برد والوجوه الاُخر فى اعراب الآية ومعناها ضعيفة جدّاً { فَيُصِيبُ بِهِ } اى بضرر البرد { مَن يَشَآءُ } من عباده فيهلك حرثه وماله ويخرب دوره { وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ } اى سنا برق السّحاب او البرد { يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَارِ } لشدّة لمعانه.