التفاسير

< >
عرض

وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٩
-النور

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلْخَامِسَةَ } قرئ برفع الخامسة مبتدء وبنصبها عطفاً على اربع شهاداتٍ بالنّصب { أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ } قرئ بتخفيف النّون وغضب فعلاً ماضياً وبالتّخفيف وغضب الله مصدراً مرفوعاً، وقرئ بتشديد النّون وغضب الله مصدراً منصوباً { عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } فيما رماها به، عن الصّادق (ع) فى جواب من سأله عن هذه الآية انّه القاذف الّذى يقذف امرأته فاذا قذفها ثمّ اقرّ انّه كذب عليها جلد الحدّ وردّت اليه امرأته وان ابى الاّ ان يمضى فليشهد عليها اربع شهاداتٍ بالله انّه لمن الصّادقين، والخامسة يلعن فيها نفسه ان كان من الكاذبين، وان ارادت ان تدرأ عن نفسها العذاب والعذاب هو الرّجم شهدت اربع شهاداتٍ بالله انّه لمن الكاذبين، والخامسة انّ غضب الله عليها ان كان من الصّادقين، فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحدّ ثمّ لا تحلّ له الى يوم القيامة، قيل: ارأيت ان فرّق بينهما ولها ولد مات؟- قال: ثرته امّه وان ماتت امّه ورثه اخواله، ومن قال: انّه ولد زنا جلد الحدّ، قيل: يردّ اليه الولد اذا اقرّ به؟- قال: لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابنِ، وفى خبرٍ: انّ الآية نزلت فى رجلٍ من المسلمين جاء الى رسول الله (ص) وادّعى انّه رأى رجلاً مع امرأته، وفى خبرٍ انّ عويمر بن ساعدة العجلانىّ رأى ذلك وجاء الى رسول الله (ص) وتلاعنا، وفى خبر انّ هلال بن اميّة قذف زوجته بشريك بن السّمحاء، وعن الصّادق (ع) اذا قذف الرّجل امرأته فانّه لا يلاعنها حتّى يقول رأيت بين رجليها رجلاً يزنى بها، وعن الباقر (ع) يجلس الامام مستدبر القبلة فيقيمهما بين يديه مستقبلاً القبلة بخداء ويبدأ بالرّجل ثمّ المرأة واذا شهد مرّتين او ثلاث مرّات ونكل جلد الحدّ، ولا يفرّق بينه وبين امرأته، واشير فى الخبر الى انّه لمّا جعل الله للزّوج مدخلاً لم يجعله لغيره جعل الله شهادته اربع شهاداتٍ بالله مكان اربع شهود بخلاف غيره من ابٍ وولدٍ واخٍ وغيره، ولو قال غيره ذلك قيل له: وما أدخلك المدخل الّذى ترى هذا فيه وحدك انت متّهم.