التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً
٤٧
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِبَاساً } عطف على الم تر كيف مدّ الظّلّ باعتبار المعنى، فانّه فى معنى هو الّذى مدّ الظّلّ والمراد باللّباس الثّوب فانّ ظلمة اللّيل السّاترة للاشخاص عن الانظار شبيهة باللّباس السّاتر للابدان من الانظار، او الاختلاط فانّ اللّيل سبب لاختلاط القوى وآثارها، او الاجتماع مقابل النّشر فى النّهار فانّ اللّيل وقت لاجتماع الاشخاص فى البيوت واجتماع القوى والارواح فى الباطن { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } اى سبب قطع من الدّنيا ومشاغلها او سبب راحة او نوم { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } اى سبب نشورٍ، ولمّا كان المقام للامتنان بتعداد النّعم وتكرار النّعم والبسط فيها كان مطلوباً كرّر جعل ههنا ولمّا كان النّوم من نعم اللّيل كأنّه لم يكن نعمة على حيالها لم يكرّر جعل هناك.