التفاسير

< >
عرض

تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً
٦١
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } جملة انشائيّة منقطعة عن سابقها والسّماء اعمّ من هذه السّماء المشهودة وعوالم الارواح وسماواتها، والبرج بمعنى الرّكن والحصن والبروج الاثنا عشر المشهورة الموهومة فى الفلك الاطلس المعيّنة بالاشكال الموهومة من كواكب الفلك الثّامن، ويجوز ان يراد بالبروج الكواكب السّيّارة او الكواكب الكبار المضيئة سيّارة كانت ام ثابتة او مطلق الكواكب فانّ كلاًّ منها حصنٌ او مثل حصنٍ او هى اركان السّماء، او ان يراد اللّطائف النّبويّة والولويّة المحصور كلّيّاتها فى اثنتى عشرة المنتهى جزئيّاتها الى حدّ المحدودة بحسب الامّهات الى مائة واربعةٍ وعشرين الفاً، او مائة وعشرين الفاً، او مائة الفٍ، وان يراد الانبياء والاولياء (ع) فانّهم بتعلّقهم بابدانهم الارضيّة اركان الارض وبتجرّدهم الذّاتىّ عن ارض الطّبع اركان السّماء، وان يراد الجهات الفاعليّة المحيية والمميتة والمفيضة للارزاق والمفيضة للعلوم المعبّر عنها باسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل، ولمّا كان جميع الخيرات المنتشرة فى العوالم منوطة بالبروج باىّ معنى كانت مدح نفسه فى هذا الجعل بكثرة البركات { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً } وقرئ سرجاً وعلى قراءة الافراد كان المراد به الشّمس وعلى قراءة الجمع كان المراد جملة الكواكب المضيئة بانفسها { وَقَمَراً مُّنِيراً } والمناسب لقراءة الافراد ان يكون البروج هى الكواكب المضيئة بذواتها، والمراد بحسب التّأويل من السّراج لطيفة الولاية فانّها المضيئة بذاتها ومن القمر لطيفة النّبوّة والرّسالة فانّها كاسبة للنّور من الولاية.