التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً
٧
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ } زعموا انّ الرّسالة تنا فى البشريّة ولوازمها ولذلك قالوا: مالهذا الرّسول ليكون حجّة على انكارهم { وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } لرفع الحاجات ظنّاً منهم انّ الرّسول (ص) لا ينبغى ان يكون محتاجاً وهذا خطأ منهم فانّ الرّسول لو لم يكن بشراً او كان بشراً ولكن لم يكن متّصفاً بلوازم بشريّته لما صحّ رسالته فانّ الرّسول (ص) هو الّذى يحفظ حقوق الكثرات ولو لم يكن فيه دقائق الكثرات ممتازةً لما صحّ منه حفظ حقوقها { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } وهذا ايضاً خطأ منهم فانّ الملك لو كان يصحّ ان يراه البشر من غير سنخيّتهم معه لكان هو رسولاً بل الملك ان ظهر على البشر هلك او جنّ او غشى عليه فلا يصحّ نزول الملك اليه بحيث يشاهدوه.