التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٧٠
-الفرقان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِلاَّ مَن تَابَ } بالتّوبة العامّة النّبويّة على يد نبىٍّ (ص) او خليفة نبىٍّ (ص) { وَآمَنَ } اى قبل احكام الاسلام بالبيعة العامّة { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } بالتّوبة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة والبيعة الخاصّة الولويّة فانّه لا صلاح لعمل الاّ بالولاية الحاصلة بالبيعة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة، او التّوبة كناية عن الاسلام المشتمل على التّوبة والبيعة العامّة، وآمن كناية عن البيعة الخاصّة الّتى بها يحصل الايمان الخاصّ، والعمل الصّالح عبارة عن العمل بما اخذ عليه فى ميثاقه الّذى هو المراد بالوفاء بعهدالله، والحاصل انّه لا بدّ من اخذ الايمان الخاصّ والبيعة الولويّة فى المستثنى حتّى يصحّ ترتّب تبديل السّيّئات حسناتٍ عليه، لانّ ذلك ليس الاّ لمن تولّى عليّاً (ع) كما مضى مكرّراً تصريحاً وتلويحاً { فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } قد مضى منّا مكرّراً انّ كلّ فعل من الانسان يوجب فعليّة لنفسه وكلّ فعليّة اذا لم تكن مسخّرة للعقل كانت مسخّرة للشّيطان والنّفس، وكلّ فعليّة مسخّرة للشّيطان كانت سيّئة النّفس، واذا تاب الانسان ودخل تحت حكم العقل بواسطة ولىّ الامر يصير جيمع فعليّاته مسخّرة تحت العقل وكلّ فعليّة مسخّرة تحت العقل تكون حسنة النّفس وهذا هو معنى تبديل السّيّئات حسناتٍ، كما انّ محو السّيّئات وتكفيرها وغفرانها عبارة عن ازالة حدودها بلا تعمّلٍ او بتعمّلٍ وستر حدودها فالتّائب على يد علىّ (ع) ان كان لنفسه فعليّة مسّخرة للشّيطان تبدّل تلك الفعليّة بمعنى ان تجعل تلك الفعليّة مسخّرة للرّحمن، وان كان لنفسه نقائص وحدود تزال تلك الحدود ان كانت يجوز زوالها بتفاوت الزّوال بالتّعمّل وعدمه والاّ تغفر وتستر { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } يعنى يغفر له ما لم يبدّل ولم يزل من الحدود الّلازمة لوجوده { رَّحِيماً } يتفضّل عليه برحمته بعد التّبديل والغفران.