التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
-الشعراء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَالَ } موسى (ع) { رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي } عن معاشرتهم وتحمّل متاعب المعاشرة مع من لا يكون سنخاً لى { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } للرّسالة، ظاهر هذا الكلام ان يكون هذا منه استعفاءً من الرّسالة كأنّه قال: الرّسالة منك تستلزم سعة الصّدر لانّ الرّسول منك لا بدّ له من المعاشرة مع الادانى والاعالى ومشاهدة ما لا يرضاه العقل منهم ولا بدّ له من التّكلّم والمجادلة مع فصحائهم ومناطيقهم ولو كان بلسانه لكنة لا يغلب بل يُغلب وهو منافٍ لرسالتك، ولا بدّ ان يكون الرّسول منك رغب فيه وفى معاشرته كلّ احدٍ وانا قتلت منهم رجلاً فيطالبونى بدمه ولا يرغبون فىّ، وهارون سالم من ذلك كلّه فانّ له سعة صدر ولساناً طليقاً وليس بينه وبينهم دمٌ فأرسل اليه لرسالتك، او المعنى ارسل الى هارون ليكون معاوناً لى حتّى يكون موافقاً لسائر الآيات وعلى المعنى الاوّل كان موسى (ع) استعفى اوّلاً من الرّسالة وابى الله الاّ رسالته وبعد ما ابى الله الاّ رسالته استدعى معاونة هارون.