التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٥
-النمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } عظيماً فانّ ما آتاهما الله وان كان بالنّسبة الى علم الله وعلم محمّد (ص) وآله (ع) حقيراً لكنّه فى نفسه عظيمٌ كثيرٌ، او شيئاً يسيراً من علم آل محمّد (ص) وبهذا القدر اليسير تجاوب داود (ع) الجبال والطّيور وعلم سليمان (ع) منطق الطّيور وسائر الحيوان وسخّر الجنّ والطّيور والحيوان والرّياح { وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعنى انّهما اظهرا شكراً لنعمة العلم والمقصود تفضيلهم على كثيرٍ من العباد من زمن آدم (ع) او على كثيرٍ من عباد زمانهم بادخال الملائكة فيهم او قالوا ذلك لاحتمالهم او علمهم بكون بعض العباد الحامدين افضل منهم او لهضم انفسهم ولتعليم الغير طريقة الشّكر وانّ الشّاكر على النّعم لا ينبغى ان يغترّ بالنّعم ويعجب بنفسه بل ينبغى ان يرى فى كلّ الاحوال لغيره فضلاً على نفسه حتّى لا يبتلى بالغرور والاعجاب بالنّفس، وفيه دلالة على فضل العلم بالنّسبة الى سائر النّعم حيث ذكر تعالى شكرهما عقيب ايتاء العلم معلّقاً على التّفضيل على العباد بسبب العلم مع انّهما اوتيا ملكاً عظيماً وسلطنةً وسيعةً.