التفاسير

< >
عرض

ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
٢٨
-النمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا } قد سبق مكرّراً انّ امثال هذه مستأنف وجواب لسؤالٍ مقدّرٍ { فَأَلْقِهْ } قرئ بسكون الهاء تشبيهاً لهاء الضّمير بالواو والياء الضّميرين، او تشبيهاً لها بهاء السّكت او اجراءً للوقف مجرى الوصل { إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ } باخفاء حالك عنهم حتّى تتمكّن من استماع قولهم { فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } يتكلّمون بعضهم لبعضٍ، وقيل: الكلمتان على التّقديم والتّأخير والاصل فانظر ماذا يرجعون ثمّ تولّ عنهم للذّهاب الينا وايصال خبرهم، قيل: قال الهدهد انّها فى حصنٍ منيعٍ قال سليمان (ع): ألق كتابى على قبّتها، فجاء الهدهد فألقى الكتاب فى حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جنودها، وقيل: اتاها الهدهد وهى مستلقية على قفاها فألقى الكتاب على نحرها، وقيل: كانت له كوّة مستقبلة للشّمس تقع الشّمس عندما تطلع فيها فاذا نظرت اليها سجدت؛ فجاء الهدهد الى الكوّة فسدّها بجناحيه فارتفعت الشّمس ولم تعلم فقامت تنظر فرمى الكتاب اليها، فلمّا قرأت الكتاب جمعت الاشراف وهم يؤمئذٍ ثلاثمائة واثنا عشر قَيْلا.