التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٨٦
-النمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ يَرَوْاْ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: هل يكون ذلك؟- فقال: انّه سيكون فانّه لم يدعكم فى الدّنيا مهملين مع انّها مقدّمة للآخرة وهيّأ لكم جميع ما تحتاجون اليه فى تعيّشكم فلا يدعكم فى الآخرة مهملين الم يروا { أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ } بالنّوم وسكون القوى عن هيجانها، والرّوح عن انتشارها، والنّفس عن خيالاتها { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } مجاز عقلىّ او بمعنى سبب ابصار او بمعنى الجاعل بصيراً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } عديدة دالّة على علمه تعالى وقدرته وحكمته ورأفته بعباده وتربيته لهم بأحسن ما يكون وعدم اهماله لهم فى الدّنيا الّتى هى مقدّمة لدار آخرتهم وقنطرة للعبور الى منازلهم فلا يهملهم فى الآخرة من غير حسابٍ وثوابٍ وعقابٍ او من غير بقاءٍ وحيٰوةٍ { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بالله او بالآخرة.