التفاسير

< >
عرض

فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٢٥
-القصص

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ } بحيث لا يمكنه الكلام ولا المشى على ما ينبغى بين يدى الرّجال { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } فلمّا قالت اجر ما سقيت لنا كره ذلك موسى (ع) واراد ان لا يتبعها ولكن لم يجد بدّاً من متابعتها لجوعه وخوفه فخرج معها وكانت الرّيح تضرب ثوبها فتبين لموسى (ع) عجزها، فجعل يعرض عنها مرّة ويغضّ مرّةً فناداها يا امّه الله كونى خلفى وارينى الطّريق بحصاةٍ فانا من قومٍ لا ينظرون من ادبار النّساء فلمّا دخل على شعيب (ع) اذا هو بالعشاء مهيّأً، فقال له شعيب: اجلس يا شابّ فتعشّ فقال له موسى (ع): اعوذ بالله، قال شعيب (ع): ولم ذاك الست بجائعٍ؟- قال: بلى ولكن اخاف ان يكون هذا عوضاً لما سقيت لهما وانا من اهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملأ الارض ذهباً فقال له شعيب (ع): لا والله يا شابّ ولكنّها عادتى وعادة آبائى نقرى الضّيف ونطعم الطّعام، فجعل يأكل ثمّ قصّ قصّته كما قال تعالى { فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ } شعيب { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } لانّ ارضنا ليست فى مملكته.