التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ
٣٦
وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ
٣٧
-القصص

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ } الباء للتّعدية او للمصاحبة والمراد بالآيات العصا واليد البيضاء وجمعهما لانّ فى كلٍّ كان دلالات على صدقه فى رسالته وتوحيد الله، او المراد هاتان مع الحجج الدّالّة على صدقه { قَالُواْ } جهلاً وعناداً { مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ } قد مضى بيان السّحر وتحقيقه فى سورة البقرة عند قوله يعلّمون النّاس السّحر { مُّفْتَرًى } على الله { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الّذى ادّعاه من توحد الآله { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ وَقَالَ } وقرئ بغير واوٍ { مُوسَىٰ } بعدما انكروه وانكروا رسالته ولم يقبلوا معجزاته وحججه مستشهداً بالله وعلمه { رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ } يعنى العاقبة المحمودة كانّ العاقبة الغير المحمودة ليست بعاقبة عرّض بنفسه كأنّه قال ربىّ اعلم بانّى جئت بالهدى وانّ لى العاقبة المحمودة فلا ابالى بردّكم وانكاركم { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } حقّ العبارة ان يقول وبمن لا يجيء بالهدى ولا يكون له عاقبة الدّار لكنّه عدل اليه تعريضاً بهم واثباتاً لظلمهم ونفياً للهدى وحسن العاقبة عنهم بالبرهان كأنّه قال: انّه لا يفلح الظّالمون بالهدى وحسن العاقبة وانتم ظالمون بانكار الله الّذى هو خالق الخلق وعبادة غيره وانكار رسالتى.