التفاسير

< >
عرض

وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧
-القصص

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ } بعد ما ولدت موسى (ع) { أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } من القتل واطّلاع الحُرّس { فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي } عليه من الغرق والضّياع والقتل { وَلاَ تَحْزَنِيۤ } على فراقه { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ } سالماً لتقرّ عينك ويكون انساً لك { وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } قيل: حملت امّ موسى (ع) ولم يظهر حملها ولم تكن عليها موكّلة من فرعون فولدته ولم يعلم به احد وارضعته ثلاثة اشهرٍ لا يبكى ولا يتحرّك، فلمّا خافت عليه عملت له تابوتاً مطبقاً ثمّ ألقته فى البحر باذن الله فانّها كانت اوحى اليها من الله فى ذلك بتوسّط ملكٍ او فى رؤيا او بالهام قلبٍ، وقيل: كان فرعون وكّل بها امرأةً لتعرف حملها وكانت لم تظهر حملها عليها وولدت موسى (ع) فلمّا رأته الموكّلة رأت بين عينيه نوراً فأحبّته حبّاً شديداً وقالت: احفظى ولدك فانّى احبّه حبّاً شديداً اظنّ انّه الّذى يكون هلاك القبطىّ بيده فلمّا خرجت القابلة من عندها ابصرها العيون فجاؤا ليدخلوا على امّ موسى (ع) فقالت: اخته: يا امّاه هذه الحرّس بالباب فلفّته فى خرقةٍ فوضعته فى تنّورٍ مسجورٍ فدخلوا وتجسّسوا ولم يجدوا منه اثراً وانطلقت امّ موسى (ع) اليه وقد جعل الله النّار عليه برداً وسلاماً، فلمّا رأت الحاح فرعون فى الطّلب وضعته بوحىٍ من الله فى التّابوت وألقته فى اليمّ.