التفاسير

< >
عرض

وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ
٤٨
-العنكبوت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ } جملة حاليّة او معطوفة وردّ لمن زعم او قال انّه اخذه من غيره او التقطه من كتب السّابقين { مِن قَبْلِهِ } اى من قبل القرآن { مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ } اى القرآن او الكتاب المطلق { بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } يعنى لكان ارتيابهم فى موقعه والاّ فهم كانوا مرتابين ومن اعظم آيات صدقه فى دعواه انّه (ص) كان يتيماً فقيراً راعياً لم يختلف الى معلّمٍ ولم يختلط مع عالمٍ ولم يتعلّم الخطّ ولم يكن فى كُتّابٍ وقد جاء بكتابٍ وشريعةٍ قد حار فى درك دقائقهما الحكماء، وعجز عن استقصاء العلوم المندرجة فيهما العلماء، واستحصر عن بلوغ لطائفهما العرفاء، واعترف ببراعة كتابه فى البلاغة البلغاء، وعن مولانا ومقتدانا علىّ بن موسى الرّضا (ع): ومن آياته انّه كان يتيماً فقيراً راعياً اجيراً لم يتعلّم كتاباً ولم يختلف الى معلّم ثمّ جاء بالقرآن الّذى فيه قصص الانبياء (ع) واخبارهم حرفاً بحرفٍ، واخبار من مضى ومن بقى الى يوم القيامة.