التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٧
-العنكبوت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } عطف على من جاهد (الآية) نحو عطف التّفضيل على الاجمال ورفع لتوهّمٍ نشأ من قوله: فانّما يجاهد لنفسه كأنّ متوهّماً توهّم انّ المجاهد ينتفع بمجاهدته من دون التفاتٍ من الله وفعلٍ منه بالنّسبة اليه ولم يذكر المقابل لقوله: ومن جاهد فانّما يجاهد لنفسه فانّ الموافق للمقابلة والمقصود ان يقال: ومن تقاعد فانّما يتقاعد على نفسه ولم يذكر المقابل ههنا ايضاً فانّ المنظور بحسب اقتضاء المقام ان يقول: والّذين كفروا وعملوا السّيّئات لنجزينّهم جهنّم لعدم الاعتناء بهم وبذكرهم ولانّ حكمهم يعلم بالمقايسة والمقابلة ولاكتفائه عن ذكرهم فى مقابل المؤمنين بقوله: ومن النّاس من يقول (الآية) وبقوله: وقال الّذين كفروا (الآية) كأنّه اجلّ شأن المؤمنين من ان يذكر المنافقين والكفّار فى مقابلهم ومقارنين لهم { لَنُكَفِّرَنَّ } اى لنزيلنّ { عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } كلّها { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قد مضى تحقيق هذه الآية فى اواخر سورة التّوبة وفى غيرها.