التفاسير

< >
عرض

ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
١١٢
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ } المحيطة بهم كالبيت المضروب عليهم فى الدّنيا بالصّغار والجزية كاليهود والنّصارى الّذين رضوا بالجزية او فى الانظار كاليهود الّذين لا يوجدون الاّ ذليلين فى الدّنيا فى الامصار والانظار او بالمغلوبيّة بالحجّة، او فى الآخرة والاتيان بالماضى لتحقّق وقوعه { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ } وجدوا { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ٱللَّهِ } هو الفطرة الّتى فطر الله النّاس عليها الّتى يعبّر عنها بالولاية التّكوينيّة الّتى هى الكتاب التّكوينىّ الالهىّ الّذى كتابه التّدوينىّ ظهوره وبيانه { وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ } هو الاتّصال بالنّبىّ (ص) بالبيعة العامّة او بالولىّ (ع) بالبيعة الخاصّة الولاية ويعبّر عنه بالولاية التّكليفيّة، نسب الى الصّادق (ع) انّه قال: الحبل من الله كتاب الله والحبل من النّاس علىّ بن ابى طالب (ع) { وَبَآءُوا } اى يرجعون الى الآخرة والتّأدية بالماضى للمشاكلة مع الافعال السّابقة والآتية ولتحقّق وقوعه { بِغَضَبٍ } عظيمٍ { مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ } مشتقّ جعلىّ من المسكين وهو الّذى أسكنه الفقر من الحركة فى معاشه وهو اسوء حالاً من الفقير الّذى لا يكون له ما يكفيه لمؤنته وتلك الاوصاف جارية على اليهود من زمن النّبىّ (ص) الى زماننا هذا فى جميع البلاد فانّه قلّما يوجد يهودىّ الاّ وهو ذليل، والآيات نازلة فى اهل الكتاب لكنّها تعريض بالامّة المعرضة عن علىّ (ع) { ذٰلِكَ } المذكور من ضرب الذّلّة والمسكنة والبوء بالغضب { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } التّدوينيّة والاحكام الالهيّة الّتى كانت فى كتبهم وشرائعهم وبآيات الله التّكوينيّة من محمّدٍ (ص) وعلىّ (ع) ومعجزاتهما وانبيائهم فانّ كفرهم باقوال أنبيائهم فى محمّد (ص) وعلىّ (ع) كفر بهم والاتيان بالمضارع مع تخلّل كانوا للاشعار بانّ هذه كانت سجيّتهم وانّهم مستمرّون عليها لا يمكنهم الانفكاك عنها { وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } التّقييد به للتّبيين او للتّقييد باعتقادهم يعنى يتيقّنون انّ قتلهم كان بغير حقّ لا انّهم كانوا يشكّون او يظنّون او يوقنون انّه بحقٍّ { ذٰلِكَ } الكفر والقتل { بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } اى بسبب عصيانهم وكونهم معتدين لانّ الاصرار على الصّغائر يفضى الى الكبائر والكبائر تؤدّى الى الاكبر.