التفاسير

< >
عرض

هُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
١٦٣
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

تحقيق كون المؤمنين درجاتٍ وذوى درجات
{ هُمْ دَرَجَاتٌ } اى التّابعون رضوان الله والبائون بسخط الله درجات { عِندَ ٱللَّهِ } وان كانوا يرون متساوين عند النّاس، ولمّا كان عالم الارواح الطيّبة عالماً وسيعاً ذا مراتب ودرجات وكذلك عالم الارواح الخبيثة الّذى فيه الجحيم وآلامها، وكلّ من اتّصل بواحد من هذين العالمين تحقّق بمرتبة منه وليس المتّصلون بعالم الارواح الطيّبة متساوين فى المرتبة والدّرجة ولا المتّصلون بعالم الارواح الخبيثة بل لكلّ واحد مرتبة ودرجة ليست لغيره ممّن لم يكن بشأنه، نعم، اذا كان جماعة متوافقين فى الطّاعة والسّلوك او فى المخالفة والمعصية من جميع الجهات كانوا متوافقين فى المرتبة والدّرجة وكلّ من اتّصل بدرجة من درجات الجنان او بدركة من دركات النّيران كان متّصلاً بالدّرجات السّابقة او الدّركات السّابقة، وكلّ من اتّصل بدرجة صار متحقّقاً بتلك الدّرجة فصحّ ان يقال: انّ المؤمنين بحسب عدد اشخاصهم درجاتٌ يعنى كلّ منهم درجة من الجنان، وان يقال: كلّ واحد منهم بحسب سعة وجوده درجاتٌ من الجنان، وانّ المعذّبين بحسب عدد اشخاصهم دركاتٌ، وكلّ واحد منهم بحسب وجوده دركاتٌ من النّيران فلا حاجة فى الآية الى بعض التّقديرات والتأويلات، روى عن الصّادق (ع) انّ الّذين اتّبعوا رضوان الله هم الائمّة عليهم السّلام وهم والله درجات عند الله للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم لنا يضاعف الله لهم اعمالهم ويرفع الله لهم الدّرجات العلى، والّذين باؤا بسخط من الله هم الّذين جحدوا حقّ علىّ (ع) وحقّ الائمّة منّا اهل البيت فباؤا لذلك بسخطٍ من الله { وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } فيعلم عمل كلّ ودرجته على حسب عمله فيجازيه على حسبها وهذا تهديد وترغيب.