التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ
١٧٣
فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
١٧٤
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } صفة الّذين استجابوا، او صفة الّذين احسنوا منهم، او مبتدأ خبره فزادهم ايماناً ودخول الفاء فى الخبر لكون المبتدأ متضمّناً معنى الشّرط، او خبره فانقلبوا بنعمة من الله، او خبر مبتدءٍ محذوفٍ، او مبتدأ خبرٍ محذوفٍ، او مفعول فعلٍ محذوفٍ للمدح والمراد بالنّاس نعيم بن مسعود على ما نقل من حكايته او ركب من عبد القيس على ما قيل انّه لقى ابا سفيان بعد ما علم بخروج محمّد (ص) من المدينة على اثرهم ركب من عبد القيس فقال: اين تريدون؟ - فقالوا: نريد المدينة فقال: هل انتم مبلّغون محمّداً (ص) رسالتى واحمل لكم ابلكم هذه زبيباً بعكاظ غداً اذا وافيتمونا؟ - قالوا: نعم، قال: فاذ اجئتموه فأخبروه انّا قد اجمعنا للكرّة عليه وعلى اصحابه لنستأصل بقيّتهم، او المراد بالنّاس منافقوا اصحاب الرّسول (ص) { إِنَّ ٱلنَّاسَ } يعنى ابا سفيان واصحابه { قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } لانّ المتوسّل بالله بعد الاتّصال بخلفائه بسبب الايمان اذا دهمته بليّة يزداد اتّصاله الايمانىّ ويتقوّى توسّله وايمانه { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ فَٱنْقَلَبُواْ } من حمراء الاسد او من بدر الصّغرى { بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } اى مع نعمة من الله وهى عافيتهم من القتال وسلامتهم من اثر الجراح الّذى كان بهم وقوّة من القلب والايمان { وَفَضْلٍ } الشّرف والصّيت وارعاب قلوب الاعداء او بنعمةٍ هى ما أصابوا من التّجارات ببدر { وفضل } هو الرّبح الّذى اصابوه من ضعفى ما كان لهم او بنعمة هو علىّ (ع) { وفضل } هو محمّد (ص) { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } لا من عدوّهم ولا من جراحاتهم { وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ } حيث امتثلوا امره مع ما بهم من الجراح { وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } فيتفضّل عليهم فى الآخرة بما لا حدّ له وما لا عين رأت وفيه تحسير للمتخلّفين وتخطئة لهم وترغيب فى الجهاد.