التفاسير

< >
عرض

شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١٨
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

كيفيّة شهادة الله بانّه لا اله الاّ هو
{ شَهِدَ ٱللَّهُ } كلام منقطع عمّا قبله والشّهادة حفظ القضيّة المشهودة او ما فى حكمها او الاخبار بها واخبار الله بالتّوحيد لجملة الاشياء عبارة عن خلقها مفطورة على التّوحّد واقتضاء التّوحّد مع ما يجاورها وهذا اخبار من الله لها عن توحّد صانعها ووحدته واحديّته واخباره تعالى بالتّوحيد لذوى العقول فى مقام العلم بخلق الآيات الآفاقيّة وجعلها بحيث يدركها العقول الصّافية دالّة على وحدة خالقها وخصوصاً الآيات الكبرى الدّالّة بالسنة اقوالهم واحوالهم على التّوحيد المشار اليه بقوله تعالى:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت:53] وبانشاء الآيات الانفسيّة وجعلها دالّة على وجود الحقّ وصفاته المشار اليه بقوله تعالى: { { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت:53] وفى مقام المشاهدة بظهوره تعالى فى كلّ شيءٍ وفيءٍ المشار اليه بقوله تعالى { { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت:53] { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ } بذواتهم والسنة احوالهم، واقوالهم ويجوز ان يكون عطفاً على المستثنى بحيث لا يكون منافياً للتّوحيد ولا مستلزماً لتعدّد الآلهة، وقوله تعالى: { قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ } قائم بالمجموع او بالله معنّى وهو بحسب الاعراب صفة لاسم لا او حال عن المستثنى او المستثنى منه والمعنى شهد الله كافياً للخلق بسبب القسط او مقيماً للقسط وقول الباقر (ع) انّ اولى العلم الانبياء (ع) والاوصياء (ع) وهم قيام بالقسط يؤيّد قيامه بالمجموع، ولرفع توهّم تعدّد الآلهة على احتمال عطف الملائكة على المستثنى اكّد التّوحيد بقوله تعالى { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } من دون عطفٍ كأنّه قيل: يلزم من ذلك تعدّد الآلهة المنافى للتّوحيد فقال: لا اله الاّ هو لانّ آلهة الملائكة واولى العلم ليست الاّ ظهور آلهة الله وليست آلهتهم مغايرةً حتّى يلزم تعدّد الآلهة { ٱلْعَزِيزُ } الغالب الّذى لا مجال لالهة غيره معه { ٱلْحَكِيمُ } الّذى لا يجعل احداً مظهراً لالهيّته الاّ بحكم ومصالح.