التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
١٩٠
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } استئناف جواب لسؤالٍ مقدّرٍ للتّعليل على مالكيّته وعموم قدرته لانّ فيهما وفى تنضيدهما وتعانقهما وتعاشقهما واختلاف حركات السّماوات واوضاع كواكبها واختلاف اوضاعها وظهور الآثار المختلفة منها فى الارض { وَٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } بتعاقبهما وتخالفهما بالزّيادة والنّقيصة وبالآثار المترتّبة عليهما من اختلاف فصول الارض وتوليد المركّبات التامّة والنّاقصة { لآيَاتٍ } دالّة على علمه تعالى وحكمته وعموم قدرته ومالكيّته وكمال عنايته بخلقه { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } وهم الّذين بايعوا البيعة الخاصّة الولويّة وقبلوا الدّعوة الباطنة واقرّوا بولاية علىّ (ع) فانّ غيرهم وان بلغ ما بلغ فى العلم والزّهد والتّقوى والعبادة بحيث لو عبد الله سبعين خريفاً قائماً ليله صائماً نهاره لم تكن منه مقبولة ولأكّبه الله على منخريه فى النّار لانّه لم يكن له لبّ ولا لعلمه مقدار، واولوا الالباب هم الّذين يستدلّون بدقائق الصّنع على دقائق الحكمة الدّالّة على عموم القدرة وعموم المالكيّة لله.