التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٤٢
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ } عطف على قوله { اذ قالت امرأة عمران } او مستأنف بتقدير اذكر او ذكّر اذ قالت الملائكة لمريم شفاهاً سواء كانت رأتهم ام لم تر اشخاصهم لانّها كانت محدّثة والمحدّث قد يرى وقد لا يرى كما سبق الاشارة اليه عند قوله { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [البقرة: 219] { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاكِ } من ذرّيّة الانبياء { وَطَهَّرَكِ } من السّفاح { وَٱصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَالَمِينَ } اى عالمى زمانك لولادة عيسى (ع) وهذا مضمون ما فى الخبر وقيل فيه اشياء أخر، ولعلّ المراد بالاصطفاء الاوّل اصطفاؤها بالنّظر الى نفسها واستعدادها واستحقاقها وبالاصطفاء الثّانى اصطفاؤها بالنّسبة الى نساء عالمها ولذا جاء بالتّطهير بينهما يعنى يا مريم انّ الله نظر اليك ووجدك اهلاً لخدمته وقربه فاصطفاك لخدمته وطهّرك من نقائص الكثرات وقرّبك اليه وافناك ممّا ينبغى ان يفنى عنه ثمّ ابقاك ببقائه وأحياك بحيوته واحياك بما يحيى الباقون بعد الفناء حتّى تفضّلت على نساء العالمين فاصطفاك عليهن.