التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٥٦
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا } كون هذه الجملة تفصيلاً لقوله تعالى { فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } وترتّب قوله { فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } على قوله تعالى { ثمّ الى مرجعكم } وتعقيبه لقوله تعالى { وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } يدلّ على انّ الرّجوع الى الله بعد اتمام جعلهم فوق الكفّار بالوصول الى يوم القيامة والتّعذيب فى الدّنيا يكون بعد رجوعهم الى الله وهو يدلّ على انّ الرّجوع الى الله يجوز ان يقع حين كونهم فى الحياة الدّنيا كما عليه محقّقوا العلماء والعرفاء يعنى اذا تمّ فوقيّة المؤمنين على الكفّار بوصولهم الى يوم القيامة حال كونهم فى الحياة الدّنيا انقلب ابصارهم ورأوا رجوع الكلّ الى الله وانّه فى المحاكمة بينهم بتعذيب الكفّار فى الدّنيا برذائل النّفوس ووارداتها ومخوفاتها بحيث يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم وبالواردات الغير الملائمة من القتل والاسر والنّهب وغير ذلك { وَٱلآخِرَةِ } بأنواع عذاب الجحيم او فى الدّنيا بالواردات الغير الملائمة البدنيّة وفى الآخرة بالاوصاف والواردات الغير الملائمة النّفسانيّة { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } لا فى الدّنيا ولا فى الآخرة.