التفاسير

< >
عرض

هٰأَنْتُمْ هَؤُلاۤءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٦٦
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هٰأَنْتُمْ هَؤُلاۤءِ } منادى او بدل او خبر والاتيان به وبأداتى التّنبيه للاشعار بانّهم من حمقهم وبلادتهم لا يتنبّهون بدون التأكيد فى التّنبيه وبدون النّداء، واذا كان هؤلاء بدلاً او خبراً كان كالتّصريح ببلادتهم فانّ المعنى انتم هؤلاء الحمقى الّذين ادّعوا دعوى برهان بطلانها معها { حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ } من امر موسى (ع) وشريعته وامر عيسى (ع) وشريعته يعنى كان فى ذلك علم اجمالىّ لكم وشأنكم ان يكون ذلك معلوماً لكم فحاججتم وصرتم مغلوبين فى المحاجّة { فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } من امر ابراهيم وشريعته يعنى انّ العاقل اذا صار مغلوباً حين المحاجّة فى امر يكون معلوماً له او من شأنه ان يكون معلوماً له ينبغى ان يتحرّز عن المحاجّة فيما ليس له به علم، ومن لم يتحرّز عن المحاجّة فيما ليس من شأنه العلم به كان سفيهاً غير عاقل { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } فيعلّم نبيّه { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } فمحاجّتكم مع الرّسول محاجّة الجاهل مع العالم وليست وصف العاقل.