التفاسير

< >
عرض

يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
٧١
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } كرّر النّداء لما ذكر من وجه الاتيان بنداء البعيد { لِمَ تَلْبِسُونَ } تخلطون { ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ } والمراد به ما كانوا يفعلونه من تحريف التوراة والانجيل وكتمان ما فيهما من نعت محمّد (ص) ووصيّه (ع) ومن اظهار الاسلام صدر النّهار والرّجوع منه آخره تدليساً على المؤمنين وتشكيكاً لهم، ومن اظهار الكفر بمحمّد (ص) وابطان التّصديق به ومن اظهار تصديق موسى (ع) وعيسى (ع)، وابطان انكار ما ورد منهما فى نعت محمّد (ص) ويجرى ذلك الخلط والكتمان فى اهل الكتاب ممّن اسلم على يد محمّد (ص) بالبيعة العامّة او آمن بالبيعة الخاصّة فانّه يقال لهم: لم تلبسون العقائد الحقّة المأخوذة بالآراء الكاسدة النّفسانيّة، واللّمّات الالهيّة باللّمّات الشّيطانيّة، والزاجرات الملكيّة بالشّهوات الحيوانيّة، والعبادات القالبيّة والقلبيّة بالاغراض الفاسدة، ولو كانت قرباً من الله او رضاه من العابد او انعامه عليه { وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } الحقّ او اللّبس والكتمان، او انتم العلماء وكون الآية تعريضاً بالامّة ظاهر.