التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
٧٣
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ } من كلام تلك الطّائفة وعطف على آمنوا والمعنى لا تظهروا ايمانكم اللّسانىّ مع ابطان التّهوّد او التّنصّر { إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } اى الاّ لمن كان على دينكم قبل اسلامه فانّهم اقرب الى قبول قولكم ولا يكون رجوعهم الاّ الى دينكم فيتقوّى به دينكم واهل دينكم بخلاف غيرهم فانّهم لا ينجع فيهم قبولكم وانكاركم، ولو نجع لا تنتفعون برجوعهم عن دين الاسلام لعدم دخولهم فى دينكم، او المعنى لا تصدّقوا الاّ لمن تبع دينكم، او لا تظهروا اقراركم بان يؤتى احد مثل ما اوتيتم الاّ لمن تبع دينكم، او قوله تعالى ولا تؤمنوا خطاب من الله للمؤمنين يعنى لا تغترّوا ايّها المؤمنون بقول اهل الكتاب بمحض اظهار الايمان ولا تصدّقوا لاحد الاّ لمن تبع دينكم حتّى يظهر صدق قوله بآثار فعله وعلى اىّ تقدير فقوله تعالى: { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ } معترضة وقوله تعالى { أَن يُؤْتَىۤ } متعلّق بلا تؤمنوا والمعنى لا تؤمنوا بان يؤتى، او قوله قل انّ الهدى ابتداء كلام من الله وهدى الله بدل من الهدى، او خبر له وان يؤتى خبر له على الاوّل وخبر بعد خبر على الثّانى والمعنى انّ الهدى اعتقادان يؤتى { أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ } من الكتاب والشّريعة { أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ } بان يحاجّوكم او حتّى يحاجّوكم وضمير يحاجّوكم راجع الى احد لعمومه معنى وقرئ ان يؤتى بالمدّ بهمزة الاستفهام وتخفيف همزة ان على معنى اتذكرون ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم حتّى يحاجّوكم عند ربّكم وقرئ بكسر همزة ان على معنى النّفى { قُلْ } لاهل الكتاب ليس فضل الله بأيديكم حتّى تؤتوه وتمنعوه بحيلكم { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } والمراد بالفضل اعمّ من الكتاب والحكمة والرّسالة والنّبوّة والهداية والسّعة فى الصّدر والدّنيا { يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } لانفاد فى فضله بايتائه لموسى (ع) وعيسى (ع) وامّتهما حتّى لا يؤتيه غيرهما كما زعمتم وادّعيتم { عَلِيمٌ } بمن كان اهلاً لايتائه فكلّما وجد أهلاً له اعطاه ولو كرهتموه.