التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ
٨
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا } عن الاستقامة على طريق الاعتراف بالعجز فيما لا نعلم وترك التّصرّف فى المتشابه الّذى لا نعلم تأويله والاقرار بأنّه من عند الله الى التّصرّف فيما لا نعلم والتفوّه بالآراء وتأويل المتشابه من عند انفسنا واتّباع ما يوافق منه اهواءنا { بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } الى التّسليم وترك الاستبداد بالاراء بقبول الولاية والبيعة الخاصّة { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } سألوا الابقاء على التّبرّى وازدياد التولّى، والهبة الاعطاء من غير عوضٍ وهذا المعنى على التّحقيق خاصّ بالله او من تخلّق باخلاقه، عن الكاظم (ع) انّ الله قد حكى عن قوم صالحين انّهم قالوا { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ }، حين علموا انّ القلوب تزيغ وتعود الى عماها ورداها انّه لم يخف الله من لم يعقل عن الله، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها فى قلبه، ولا يكون احد كذلك الاّ من كان قوله لفعله مصدّقاً وسرّه لعلانيته موافقاً لانّ الله لم يدلّ على الباطن الخفىّ من العقل الاّ بظاهر منه وناطق عنه.