التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
٢٣
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } فائدة التّقييد بهما مع انّه لا يكون منام فى غيرهما اطلاق المنام عن التّقييد فانّه لو لم يذكرهما عقيب المنام لتوهّم انّ المراد هو المنام باللّيل لكونه مُعدّاً للمنام دون اليوم ولذلك لم يقيّد الابتغاء بهما ففى المنام المطلق آيات دالاّت على حكمة الحقّ تعالى واتقان صنعه وكيفيّة خروج النّفس من البدن بالموت، ودالاّت على عالمٍ آخر سوى عالم الكون والفساد، وبقاء ذلك العالم واحاطته بعالم الطّبع وكون صور جميع الاشياء ثابتةً فيه وكيفيّة احاطة الحقّ تعالى بجملة الموجودات { وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ } يعنى فيهما فانّ فى ابتغاء الفضل الّذى فيه كمال النّفس بحسب ظنّها سواء كان المراد بالفضل السّعة وسائر ما يحتاج الانسان اليه فى الدّنيا او كمالات الانسان وسعة النّفس بحسب امور الآخرة آيات دالاّت على مبدءٍ ذى كمال وسعة وفضل فانّه لولا مبدء الكمال والفضل لم يطلب الانسان شيئاً منه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } الّذين هم صاحبوا المرتبة الثّانية من العلم وهى مرتبة الاستماع والتّقليد واليه اشار تعالى بقوله: { { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق:37].