التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٢٤
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } كان الموافق للسّابق والّلاحق ان يقول: ومن آياته ان يريكم البرق لكنّه لمّا لم يرد ان يقول اراءة البرق من آياته عدل عنه، والظّرف لغو متعلّق بيريكم، امّا جعل يريكم بتقدير ان او واقعاً موقع المصدر فيذهب بنكتة العدول عن صريح ان او المصدر فانّه لمّا اراد ان يبيّن انّ تلك الآيات آيات لمن صار علمه تحقيقيّاً ولذلك قال: يريكم وانّ البرق المشهود انّما ينشأ من الآيات الغيبيّة الّتى يكون صاحب التّحقيق منتظراً لها دائماً قال: من آياته يريكم دون ان يريكم { خَوْفاً } اراءة خوفٍ او هو بتقدير الّلام وليس مفعولاً له او هو حال عن المفعول { وَطَمَعاً } والمقصود الخوف من الصّاعقة والطّمع فى الغيث { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يحقّقون فى العلم بالخروج من حدّ التّقليد فانّ التّعقّل عبارة عن ادراك الشّيء بالعقل لا بمحض التّقليد وهم الّذين يكون لهم قلبٌ المشار اليهم بقوله: { { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } [ق: 37] وهذا مقام التّحقيق فى العلم ووجدان آثار المعلوم والالتذاذ بالعلم وفوقه مقام الشّهود والعيان فى ادراك المعلوم وهو خاصّ بالانبياء والاولياء (ع) وفوقه مقام التّحقّق بالمعلوم وهو مقام بعض الانبياء والاولياء (ع).