التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
٨
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَ } لم يرجعوا الى مداركهم الباطنة { وَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } فى حقّ انفسهم حتّى يجدوا انّ فيها سماءً وارضاً يعنى روحاً وجسداً وانّ حيٰوة الجسد الّتى هى الحيٰوة الدّنيا ليست الاّ بالحيٰوة الرّوحيّة الّتى هى الحيٰوة الاخرويّة حتّى يعلموا الآخرة ولا يكونوا غافلين عنها، او المعنى او لم يتفكّروا عند انفسهم حتّى يعلموا { مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ } اى سماوات الارواح { وَٱلأَرْضَ } اى ارض الاشباح { وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } الّذى هو حقيقة الحيٰوة الدّنيا والآخرة حتّى يعلموا انّ فى الدّاثرات الّتى منها الحيٰوة الدّنيا حقّاً باقياً ثابتاً فلم يغفلوا عنه وطلبوا الوصول اليه وهو جهة الآخرة والجملة معلّق عنها لم يتفكّروا فانّه فى معنى لم يعلموا { وَأَجَلٍ مُّسَمًّى } فانّهم وان لم يكونوا يحصل لهم بالتّفكّر علمٌ بدثور سماوات الطّبع وارضه فى العالم الكبير لكن يحصل العلم بدثورهما فى العالم الصّغير وانّ لهما اجلاً معيّناً بحسب الاسباب الطّبيعيّة من العمر الطّبيعىّ واجلاً معلّقاً بحسب القواطع والموانع من الوصول الى اجله الطّبيعىّ { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } ولذلك يعملون الاعمال السّيّئة واذا تفكّروا انّ اعمال هؤلاء الكثير نشأت من كفرهم بلقاء ربّهم اجتنبوا مثل اعمالهم والجملة عطف على جملة ما خلق الله السّماوات او معلّق عنها لم يتفكّروا مثل المعطوف عليها.