التفاسير

< >
عرض

وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ
١٤
-لقمان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ } يعنى وصّيناه بالاحسان اليهما فانّ هذه العبارة مستعملة فى هذا المعنى وقد مضى فى سورة البقرة وسورة النّساء عند قوله { { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [النساء: 36] بيان الوالدين والاحسان اليهما واقسامهما { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً } حمل ضعف او واهنة { عَلَىٰ وَهْنٍ } فانّه كلّما يمضى من زمان حمل الولد يحصل وهن آخر { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } اى فى انقضاء عامين على الاغلب وعلى ما ينبغى ان يفطم والجملتان معترضتان جواب لسؤالٍ مقدّرٍ فى مقام التّعليل كما انّ مجموع قوله تعالى { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ } (الى قوله) { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ } (الآية) كان معترضاً للاشعار بالاهتمام بأمر الوالدين كالاهتمام بامر التّوحيد كما مضى فى السّورتين المذكورتين انّه تعالى لكمال الاهتمام بامر الوالدين قرنهما بتوحيده وبالنّهى عن اشراكه فى عدّة مواضع { أَنِ ٱشْكُرْ لِي } ان تفسيريّة او مصدريّة وبدل مع ما بعدها عن الوالدين بدل الاشتمال { وَلِوَالِدَيْكَ } ولكمال الاهتمام بالوالدين ذكر شكر الوالدين قريناً لشكره { إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } فى مقام التّعليل ولم يقل ان اشكر لى واشكر لوالديك لئلاّ يتوّهم انّ شكر الوالدين امر مغاير لشكر الله بل شكر الله ليس الاّ شكر الوالدين كما عن الرّضا (ع) فانّه قال امر بالشّكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله اقول: وليس ذلك الاّ من جهة كون شكر الله مندرجاً فى شكر الوالدين.