التفاسير

< >
عرض

وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ
١٩
-لقمان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } يعنى عن الاسراع فانّ المقصود التّوسّط بين الاختيال الظّاهر بالتّأنّى فى المشى وبين خفّة النّفس وعدم وقارها الظّاهر بالاسراع فى المشى { وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } اى انقص من صوتك ولا ترفعه قدر ما يمكن لك رفعه فالمقصود التّوسّط بين الخفض بحيث لا يسمعه من اردت اسماعه ولا يزيد على قدر اسماعه { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ } اشدّها زجراً { لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } عن الصّادق (ع) انّه قال: هى العطسة القبيحة والرّجل يرفع صوته بالحديث رفعاً قبيحاً الاّ ان يكون داعياً او يقرأ القرآن وقد اقتصر تعالى شأنه من حكاية مواعظه على ما هو اصل اصول الدّين وهى الاشراك بالله او الاشراك بالنّبوّة او الولاية وعلى ما هو اصل اصول الاعمال الشّرعيّة من اقامة الصّلٰوة والامر بالمعروف والنّهى عن المنكر والصّبر عليها او على البلايا، لكنّ المقصود الصّبر على الصّلٰوة ما بعدها حتّى يمكن عدّه من جانب الاعمال الشّرعيّة القالبيّة لانّ الصّبر على البلايا معدود من الاخلاق النّفسيّة وعلى ما هو اصل اصول آداب المعاشرة وقد ذكرنا قبيل هذا انّ ما نقل من مواعظه كثيرة من اراد فليرجع الى المفصّلات.