التفاسير

< >
عرض

نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٢٤
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٥
-لقمان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ان كان الله عالماً باعمالهم فما لنا نراهم متمتّعين بانواع النّعم معافين من انواع البلاء؟- فقال نمتّعهم قليلاً حتّى نأخذ بذلك التّمتّع ما اعطيناهم وما بقى فيهم من بقيّة الله حتّى يخلصوا للنّار { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } لانّه لا جواب لهم سواه يعنى ان سألت مشركى مكّة والاّ فالزّنادقة ومنكرو المبدء لا يقولون ذلك { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الّذى لا ينكره ولا ينكر خلقه لظهوره وظهور برهانه من اشرك به، او المعنى ان سألت الخلق طرّاً من خلق السّماوات والارض قالوا كلاًّ بلسان حالهم النّاطق تكويناً: انّ الله خالقهما وان لم يكن لهم شعور بهذا اللّسان ونطقه لكنّك لفتح مسامعك الاخرويّة لسماع الكلمات التّكوينيّة تسمع نطقهم بذلك وشهادتهم فقل الحمد لله على شهادة الكلّ بذلك وعلى فتح مسامعى الاخرويّة لتلك الشّهادة، وفى الاخبار اشارة الى هذا المعنى فعن رسول الله (ص) "كلّ مولد يولد على الفطرة" يعنى على المعرفة بانّ الله عزّ وجلّ خالقه فذلك قول الله عزّ وجلّ ولئن سألتهم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } لا علم لهم بل ادراكاتهم ليست الاّ جهالات، او لا يعلمون انّ السنتهم ناطقة بذلك لعدم شعورهم بألسنتهم التّكوينيّة الاستعداديّة.