التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٩
وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
١٠
-السجدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } اضاف الرّوح الى نفسه تشريفاً والمراد بالرّوح هو ربّ النّوع لكنّه لمّا كان اثر ظهور هذا الرّوح الحيوانىّ والنّفسانىّ وهما شبيهان بالرّيح ومتحرّكان كالرّيح استعمل النّفخ فيه وقد مضى فى سورة بنى اسرائيل بيان للرّوح { وَ } بعد نفخ الرّوح فى الشّهر الرّابع فيكم { جَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ } لصيرورة الانسان بعد الاتّصاف بالسّمع والبصر والفؤاد قابلاً للتّخاطب التفت من الغيبة الى الخطاب { وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا } لتبعيد القائلين هذا القول عن ساحة الحضور التفت من الخطاب الى الغيبة { فِي ٱلأَرْضِ } بتفتّت اجزائنا واعضائنا واختلاطها بتراب الارض { أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } لتأكيد التّعجّب والتّعجيب والانكار كرّر الاستفهام { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } لمّا كان قوله تعالى قالوا ائذا اضللنا فى مقام ذمّهم وانّ هذا القول منهم ليس عن علمٍ بل محض تخمين وخيال كان فى معنى ان ليس قولهم عن علمٍ وتحقيقٍ بل هم بلقاء ربّهم اى حسابه فى الآخرة كما ورد فى الخبر او لقاء ربّهم المضاف اللّقاء الفطرىّ الّذى كان ربّهم فى الولاية ملاقياً به فطرةً لهم كافرون ولذلك تمسّكوا بالخيال واهويتهم واعرضوا عن العلم وآثاره.