التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٤
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
١٥
-السجدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ } اى تركناكم { وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } مستأنف جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قال: اليس هؤلاء مؤمنين بالآيات مع وضوحها وظهورها حتّى يكونوا منسيّين؟- فقال: ليس هؤلاء مؤمنين بآياتنا انّما يؤمن بآياتنا { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً }.
سجدةٌ واجبةٌ
اعلم، انّ المذعن بالآيات من حيث انّها آيات عظمة الله وقدرته وسعته اذا ذكّر بها لم ينظر منها الى حدودها وتعيّناتها بل ينظر اليها من حيث انّها آيات عظمة الله فيتذكّر بها عظمة الله فلا يتمالك من تذكّر عظمة الله ووجدانها فيخرّ ساجداً لعظمة الله، كما عن مولانا جعفر الصّادق (ع) انّه صاح فى الصّلٰوة وخرّ مغيشيّاً عليه فسئل عن ذلك فقال: كرّرت الآية حتّى سمعتها من قائلها فلم يثبت جسمى لمعاينة قدرته { وَسَبَّحُواْ } اى نزّهوا لطيفتهم الانسانيّة الّتى هى وجه الرّبّ واسمه ومظهره ونفسه بوجهٍ { بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } اى بسبب حمد ربّهم يعنى بسبب سعة وجوده بحيث لا يشذّ عنه وجود وتعيّن وجود فانّ التّسبيح ليس الاّ تنزيه الرّبّ من النّقائص والحدود، وتنزيهه من النّقائص والحدود ليس الاّ بسعة وجوده بحيث لا يخرج منه وجود وليس ذلك الاّ حمده وسعة كمالاته { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } عن الله او عن تسبيحه، او عن الخرور والسّجود، او عن الايمان والطّاعة، او لا يستكبرون فى انفسهم.