التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ
١٨
أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٩
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٠
-السجدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل على سبيل التّعجّب: الهم ذلك؟- فقال: ليس لهم ذلك فمن كان مؤمناً { كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بيان لعدم استوائهم { فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً } اى معدّة او منزلاً { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } عدل عن قوله لهم الجحيم نزلاً اشعاراً بانّ الفاسق لا اعتناء به حتّى يكون العذاب نزلاً له بل العذاب من تبعة اعماله الّتى تلحقه { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا } اعلم، انّ اهل الجحيم مثل اهل الدّنيا يريدون الخروج من الجحيم من غمٍّ يستولى عليهم لكن لمّا كان ارادة خروجهم من الغمّ ولم يكن لهم قائد شوقٍ للخروج لا يخرجون بل يعادون فيها ولو كان ارادة خروجهم من الشّوق لخرجوا فى اسرع زمانٍ { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } قيل: انّ جهنّم اذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاماً فاذا بلغوا اسفلها زفرت بهم جهنّم فاذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديدة فهذه حالهم.