التفاسير

< >
عرض

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً
١٩
يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً
٢٠
-الأحزاب

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } الشّح بالتّثليث البخل والحرص، وجاء من باب علم ونصر وضرب والمعنى بخلاء على خيركم او بخلاء ثابتين على ضرركم او حريصون على ضرركم { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ } فى رؤسهم من شدّة الخوف { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ } نزول { ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } سلقه بالكلام آذاه، شبّه الالسنة بالاسنّة واثبت لها الحدّة استعارةً بالكناية وترشيحاً للاستعارة يعنى انّهم جمعوا بين البخل والجبن وشدّه الاذى حين الأمن { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } حال من الالسنة او من فاعل سلقوكم او منصوب على الذّمّ { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } اخلاصاً { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } الّتى عملوها فى ظاهر الاسلام { وَكَانَ ذَلِكَ } الحبط { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ } بعدما ارسل الله عليهم الرّيح والملائكة وبعد هزيمتهم لشدّة خوفهم ودهشتهم { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ } كرّةً ثانيةً { يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ } كلّ قادمٍ عليهم من المدينة { عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ } فى الكرّة الثّانيّة او لو بقوا فيكم ولم يرجعوا الى المدينة فى الحال الحاضر { مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } وقد ذكر قصّة الاحزاب وجماعاتهم من الاعراب ومجيئهم الى المدينة وقتل عمرو بن عبد ودّ وهزيمتهم وجبن المنافقين من اصحاب رسول الله (ص) وتجبينهم لغيرهم فى المفصّلات؛ من اراد فليرجع اليها.