التفاسير

< >
عرض

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
٧١
-الأحزاب

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } الّتى تعملونها ان كان فيها خلل وفساد يعنى انّ اللّسان رئيس سائر الاعضاء فان صلح وصلح ما يجرى عليه يصلح الله جميع اعمال الاعضاء { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } عن الصّادق (ع) انّه قال لعبّاد بن كثير الصّوفىّ البصرىّ: ويحك، يا عبّاد غرّك ان عفّ بطنك وفرجك؟! انّ الله عزّ وجلّ يقول فى كتابه: يا ايها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم اعمالكم، اعلم، انّه لا يقبل الله منك شيئاً حتّى تقول قولاً عدلاً، وهذا الخبر يدلّ على انّ اهل العلم والعرفان اذا لم يكونوا مجازين فى القول لا ينبغى ان يقولوا حقّاً فانّ اصل سداد القول بان يكون باذنٍ من الله، ولا سيّما اذا كان فيما يتعلّق بدين الله، واذا اجيزوا لا ينبغى ان يقولوا الاّ ما علموه وعرفوه انّه حقّ، فالويل كلّ الويل لمن تشبّه باهل الحقّ من الصّوفيّة والعلماء! فيجرى على لسانه كلّ ما خطر على قلبه من غير اذنٍ واجازة من الله فى القول { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } يعنى من يطع الله ورسوله فى ولاية علىٍّ (ع) كما فى الاخبار.