التفاسير

< >
عرض

إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
٧٢
-الأحزاب

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

المراد بالامانة كما اشير اليه فى سورتى النّساء والمؤمنون وغيرهما وفى هذه السّورة قبيل هذا اللّطيفة السّيّارة الانسانيّة الّتى لم يكن فى خزانة الحقّ تعالى شأنه جوهر ابهى وامثل منها، فأخرجها من خزانته الغيبيّة وعرضها على سماوات العقول والنّفوس وسماوات الافلاك الطّبيعيّة بان امرّها عليها ثمّ عرضها على اراضى العناصر ثمّ على جبال المواليد فأبى الكلّ من حملها لما لم يكن لها بأهلٍ، لانّ هذه الجوهرة بذاتها كانت تقتضى محلاًّ مأمناً عليه حفّاظ كثيرة لكثرة سرّاقها وحسّادها ومستعدّاً للخروج من التّقيّد والحدود والوصول الى عالم الاطلاق، وكلّ تلك المذكورات امّا لم يكن مستعدّاً للخروج من الحدود او لم يكن مستعدّاً اولا مأمناً ولا عليه حفّاظ، فأشفق كلّ منها عليها ومن فنائها وهلاكها وتضرّع على الله ان يعفيه منها، ثمّ عرضها على المولود الاخير وغاية الكلّ ونهاية الجميع فوجده اهلاً لحمله، ونظر الانسان الى استعداده وقوّة الخروج عن الحدود فاشتاق اليها وتقبّلها وسأل الحفّاظ والمعاونين من سنخ الجنّة والشّياطين وسأل الحفّاظ من سنخ الاناسىّ فأعطاه الله ذلك، وبهذا البيان للامانة يجتمع المختلفات من الاخبار ويتوافق المتخالفات منها؛ فقد فسّرت فيها بمطلق التّكليف، وبالصّلٰوة، وبالامامة والامارة، وبالخلافة، وبمنزلة محمّدٍ (ص) وآل محمّد، وبتمنّى منزلتهم، وبمطلق الامانة، وبولاية علىّ بن ابى طالب (ع)، وبشهادة حسين بن علىّ (ع)، وبالخلافة المغصوبة، وباختلاف التّفاسير فى الامانة يختلف تفسير الانسان بعلىّ (ع) وحسين (ع) وآدم (ع) وغاصبى الخلافة ومطلق الانسان وهكذا الظّلوم والجهول، فمن اراد الاطّلاع على اختلاف الاخبار فليرجع الى كتب التّفاسير والاخبار.