التفاسير

< >
عرض

لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٧٣
-الأحزاب

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ } تعليل لعرض الامانة او لحملها الانسان كما انّ قوله: انّا عرضنا الامانة كان تعليلاً لقوله اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً او لقوله يصلح لكم ويغفر ذنوبكم كأنّه قال: اتّقوا سخط الله وعذابه لانّا لم نعرض الامانة على السّماوات والارض الاّ لتميّز المنافق والمشرك عن المؤمن والاّ لعذاب المنافق وثواب المؤمن او يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم لانّا لم نعرض الامانة الاّ لذلك، وتقديم عذاب المنافق ونسبة العذاب الى الله لكون السّورة نازلةً فى تفضيح المنافقين ولذلك كان اوّل السّورة نهياً لمحمّدٍ (ص) عن طاعة المنافقين، ونقل عنهم انّ سورة الاحزاب فضحت نساء قريشٍ من العرب وكانت اطول من سورة البقرة ولكن نقّصوها وحرّفوها فادّى تعالى شأنه عذاب المنافقين كأنّه هو الغاية، ونسب العذاب الى نفسه لذلك، ولان يختم السّورة بثواب المؤمنين ورحمتهم { وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فالغاية بالذّات ليست الاّ مغفرة الله ورحمته للمؤمنين فهو استدراك لما يتوهّم من كون الغاية بالذّات هو عذاب المنافقين او عذابهم ورحمة المؤمنين.