التفاسير

< >
عرض

أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
١١
وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ
١٢
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَنِ ٱعْمَلْ } ان تفسيريّة او مصدريّة { سَابِغَاتٍ } دروعاً واسعاتٍ واكتفى بالسّابغات لشهرة صنع الدّروع من الحديد من داود (ع) { وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ } فى خلقها ونسجها ومساميرها بحيث يمكن لبسها وتمنع السّيف والسّهم والسّنان من النّفوذ فيها، ولا يكون ثقيلاً يعجز الّلابس عن حملها، ولا خفيفاً لا يمنع المذكورات من النّفوذ { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } ضمّ اهله او عشيرته او امّته معه فى الخطاب، وتنكير صالحاً امّا للتّحقير والاكتفاء منهم بصالح ما او للتّفخيم والاشعار بالصّالح الحقيقىّ الّذى هو الولاية { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمَانَ } اى ألنّا لسليمان (ع) { ٱلرِّيحَ } بمعنى سخّرناها له { غُدُوُّهَا } اى سيرها فى طرف الصّبح { شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا } اى سيرها فى طرف العصر { شَهْرٌ } قيل كانت الرّيح تحمل كرسيّه او بساطه فتسير به بالغداة مسيرة شهرٍ وبالعشىّ مسيرة شهرٍ { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ } اى الصّفر، قيل: اسال له النّحاس من معدنه ينبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سمّاه عيناً وكان ذلك باليمن { وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } اى بين يدى سليمان (ع) { بِإِذْنِ رَبِّهِ } الضّمير للموصول او لسليمان { وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } فى الدّنيا او فى الآخرة.