التفاسير

< >
عرض

قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ
٤٩
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ } مستبشراً بمجيء الحقّ وتهديداً لاهل الباطل { جَآءَ ٱلْحَقُّ } يعنى الولاية فانّها حقّ بحقيقة الله كما تكرّر فى ما سلف وكلّ حقٍّ حقّ بحقّيّته { وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } يعنى زهق الباطل بحيث لا يتمشّى منه ابداء ولا اعادة، ويجوز ان يكون لفظة ما استفهاميّة يعنى اىّ شيءٍ يبدئ الباطل فيكون نفياً للابداء مثل الاوّل مع التّأكيد، وقيل: انّ المراد بالباطل ابليس فيكون ردّاً على الثّنويّة المعتقدة لابليس وابدائه واعادته، وقيل: المعنى لا يبدئ الباطل لاهله خيراً فى الدّنيا ولا يعيد خيراً فى الآخرة، او المعنى ما يتكلّم الباطل بكلامٍ مبتدء ولا باعادة كلام الغير كالجبال، روى عن الرّضا (ع) انّه دخل رسول الله (ص) مكّة وحول البيت ثلاثمائةٍ وستّون صنماً فجعل يطعنها بعودٍ فى يده ويقول: { { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } [الإسراء:81]، جاء الحقّ وما يبدئ الباطل وما يعيد.