التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
٢٧
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ تَرَ } الخطاب خاصّ بمحمّد (ص) ولا اشكال فانّه يرى انّ الله انزل من السّماء ماءً، او عامّ فالمعنى انّه ينبغى ان يرى كلّ راء ذلك لانّه لو لم يكن بصره محجوباً كان يرى ذلك فهو ملوم على ان لا يرى { أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ } لمّا كان انزال الماء من السّماء بتوسّط الاسباب الطّبيعيّة الظّاهرة على الابصار والعقول اتى بالله بلفظ الغيبة كأنّه تعالى عند ذلك غائب عن الابصار والظّاهر عليها هو الاسباب بخلاف اخراج الثّمرات فانّ الاسباب الطّبيعيّة فيه خفيّة عن الابصار فكأنّ النّاظر اليه لا يرى توسّط الاسباب ويرى المسبّب عنده فلذلك التفت من الغيبة الى التّكلّم { مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ } جمع الجُدّة بالضّمّ الطّريقة مثل الجادّة وهو عطف على محلّ معمولى انّ، او عطف على جملة الم تر فانّه فى معنى انت ترى البتّة، او حالٌ والمقصود انّ انزال الماء من السّماء واخراج الثّمرات المختلفة من الماء الواحد واختلاف جدد الجبال المتّحدة فى الحجريّة كلّها تدلّ على قدرته وعلمه وارادته { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } اى الوان البيض بالكُدرة والشّفافة، وكذلك الحمر باختلاف الوانها { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } جمع الغربيب تأكيد الاسود وكان حقّه ان يقول سود غرابيب لكنّه عكس للتّأكيد ولقصد بيان الغرابيب.