التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٣
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } من غاية رحمته بعباده، كرّر تذكير نعمته عليهم حتّى لا ينسوها ويقوموا بحقّ شكرها وناداهم قبل الامر بذكر النّعمة ليكونوا ملتذّين بندائه فيصغوا الى امره حقّ الاصغاء، وقد تكرّر فى ما سبق انّ اصل النّعمة الولاية التّكوينيّة الّتى يعبّر عنها بحبلٍ من الله والولاية التّكليفيّة الّتى يعبّر عنها بحبل من النّاس وكلّ ما كان متّصلاً بتلك الولاية فهو نعمةٌ بسببها، وكلّ ما كان منقطعاً عن الولاية كائناً ما كان كان نقمةً { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ } جملة حاليّة عن النّعمة او عن الله بتقدير القول او مستأنفة جواب لسؤالٍ مقدّرٍ بتقدير القول، او مستأنفة لمدح النّعمة { يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بتهيّة الاسباب السّماويّة { وَٱلأَرْضِ } بتهيّة الاسباب الارضيّة، او من السّماء بالرّزق الانسانىّ والارض بالرّزق الحيوانىّ والنّباتىّ { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } حاليّة او مستأنفة لبيان حال الله او لتعليل حصر الرّزق فيه او للمدح { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } اى تصرفون عنه.