التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ
٣٦
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
٣٧
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله او بمحمّد (ص) او بآله (ع) او بالايمان او بالكتاب او بنعمة الولاية او بمطلق النّعم فانّه مقابل قوله ثمّ اورثنا الكتاب لانّه بمنزلة ان يقال: انّ الّذين آمنوا لهم كذا، والّذين كفروا { لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ } فيستريحوا من عذابها { وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ } من الكفر بالولاية او بسائر ما ذكر، روى عن علىٍّ (ع) انّه قال: "قال رسول الله (ص): يا علىّ ما بين من يحبّك وبين ان يرى ما يقرّبه عيناه الاّ ان يعاين الموت، ثمّ تلا: ربّنا اخرجنا نعمل صالحاً غير الّذى كنّا نعمل" يعنى اعداء علىّ (ع)، وهذا الحديث يدلّ على انّ المراد بالّذين كفروا من كفر بالولاية وهو يدلّ على شمول الآية لمطلق المؤمنين بالولاية { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ } بتقدير القول مثل قوله ربّنا أخرجنا { مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } فسّر العمر الّذى يتذكّر فيه بثمانى عشرة سنة، وفى خبرٍ انّ العبد لفى فسحة من امره ما بينه وبين اربعين سنة وبعد ذلك يوحى الله الى ملائكته انّى قد عمّرت عبدى عمراً فغلّظا وشدّدا واحفظا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره، وفى خبرٍ: العمر الّذى اعذر الله فيه الى ابن آدم ستّون سنةً، وفى آخر عن النّبىّ (ص): من عمّره الله ستّين سنة فقد أعذر اليه { وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } جملة حاليّة { فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } يدفع العذاب عنهم.