التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ
٩
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ } عطف على قوله انّ الله يضلّ من يشاء وتعليل لهداية بعضٍ واضلال بعضٍ ورؤية بعضٍ حسن اعماله السّيّئة ورؤية بعضٍ قبح اعماله الحسنة كأنّه قال: الله الّذى يرسل رياح اهوية النّفوس فتثير سحاباً فيحيى به بعض النّفوس ويهلك بعضاً { فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ } التفات من الغيبة الى التّكلّم { إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ } مستعدٍّ للاحياء { فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } اى ارض ذلك البلد بالنّبات واخضرار الاشجار { بَعْدَ مَوْتِهَا } عن النّبات وعن اخضرار الاشجار وكذلك يرسل الله الرّياح النّفسانيّة والعقلانيّة ورياح حوادث الزّمان ويسوق سحاب الرّحمة بها الى بلاد نفوسكم اليابسة عن نبات الايمان فيحيى به النّفوس المستعدّة ويهلك النّفوس الجافّة القاسية { كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } من قبور نفوسكم وغلاف ابدانكم ومن قبور برازخكم فانّ القوى والاستعدادات المكمونة فى الابدان والنّفوس مثل الحبوب والعروق المكمونة فى الاراضى وخروجها من القوّة الى الفعليّة بأمطار الرّحمة الالهيّة، كخروج الحبوب والعروق بالنّبات والأشجار والاوراق بأمطار السّحاب.