التفاسير

< >
عرض

لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
٤٠
-يس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } لتباين افلاكهما واختلاف مجاريهما وسرعة سير القمر وبطوء سير الشّمس، او المعنى لا الشّمس ينبغى لها ان تفوق القمر فلا تدعه ان يظهر نوره كما انّ شموس الارواح لا ينبغى لها ان تفوق اقمار النّفوس والمثال فيفنيها { وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } فائقها بحيث لم يكن يدع النّهار يظهر، او آية اللّيل الّتى هى القمر لا ينبغى لها ان تدرك اية النّهار وهى الشّمس، او المعنى ليس وجود اللّيل سابقاً على وجود النّهار، روى عن الاشعث بن حاتم، قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرّضا (ع) والفضل بن سهلٍ والمأمون بمرو فوضعت المائدة فقال المأمون: انّ رجلاً من بنى اسرائيل سأل بالمدينة فقال: النّهار خلق قبل ام اللّيل، فما عندكم؟ قال: فأداروا الكلام فلم يكن عندهم فى ذلك شيءٌ فقال الفضل للرّضا (ع): اخبرنا بها اصلحك الله، قال: نعم، من القرآن ام من الحساب؟- قال الفضل: من جهة الحساب، فقال: قد علمت يا فضل انّ طالع الدّنيا السّرطان والكواكب فى مواضع شرفها فزحل فى الميزان والمشترى فى سرطان والشّمس فى الحمل والقمر فى الثّور فذلك يدلّ على كينونة الشّمس فى الحمل فى العاشر من الطّالع فى وسط السّماء فالنّهار خلق قبل اللّيل، وفى قوله تعالى: { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } اى قد سبقه النّهار { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يعنى كلّ من الشّمس والقمر وسائر اصناف النّجوم فى فلكٍ يسبحون، حمل الجمع على كلٌّ امّا باعتبار تقدير المضاف اليه اصناف النّجوم، او لجعل كلّ من النّجوم جماعاتٍ، فانّ كلاًّ له نفسٌ ذات جنودٍ، وجمع العقلاء لكون كلّ ما فى السّماء عقلاء، وعن الصّادق (ع) خلق النّهار قبل اللّيل، والشّمس قبل القمر، والارض قبل السّماء، وفى خبرٍ: وخلق النّور قبل الظّلمة.