التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ
٨
-الصافات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لاَّ يَسَّمَّعُونَ } لا يستمعون يعنى لا يقدرون على الاستماع { إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } لا انّهم لا يريدون الاستماع بقرينة ما يأتى وذلك انّهم ظلمانيّون بفطرتهم والملأ الاعلى نورانيّون بفطرتهم ولا يقدر الظّلمة على قرب النّور والاّ بطل ذاتها { وَ } اذا ارادوا استراق السّمع { يُقْذَفُونَ } اى يرمون بالشّهب الّتى هذه الشّهب المحسوسة انموذج منها وصورتها والاّ فالشّهب الّتى يرمون بها شهب مناسبة لعالمى المثال يعنى عالم الجنّ وعالم الملائكة { مِن كُلِّ جَانِبٍ } اى من جوانب السّماء او من جوانبهم اذا قصدوا صعود السّماء المحسوسة فانّها لكونها مظهراً لسماء عالم الملائكة لا يقدرون على الصّعود اليها الاّ بنحو استراق السّمع فانّهم يصعدون الى قربها لاستراق السّمع، وهكذا اذا قصدوا صعود سماء عالم المثال الكلّىّ وعالم المثال الجزئىّ الانسانىّ، ولمّا كان عالم الانسان نسخة مختصرة من العالم فلينظر المراقب المجاهد ولِيَرَ صعود الشّياطين الى مقام صدره ولير شهب تذكّراته وطردهم بها عنه حتّى يعلم كيفيّة صعودهم الى سماء العالم الكبير وطردهم عنها بشهبها.