التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ
٤٠
وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
٤١

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ } رفع لتوهّم انّ درجات الآخرة والقرب من الله لعلّها تنافى هذا الملك العظيم فى الدّنيا لانّ الدّنيا والآخره ضرّتان لا تجتمعان { وَحُسْنَ مَآبٍ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } بدل من عبدنا بدل الاشتمال كما انّ ايّوب بدل منه بدل الكلّ والمعنى اذكر ايّوب (ع) وابتلاءه وشدّة بلائه ليكون تسلية لك عن ابتلائك فانّ الانبياء (ع) قلّما يكونون بلا بلاءٍ واذكر وقت التجائه الينا لشدّة بلائه ليكون اسوة لامّتك فى ذلك حتّى يتذكّروا ذلك ويلتجؤا حين الاضطرار الينا، واذكر اجابتنا له باحسن الاجابة حتّى تكونوا على رجاءٍ تامٍّ باجابتنا { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } النّصب بضمّ النّون وسكون الصّاد وضمّها وبفتح النّون وسكون الصّاد وفتحها التّعب، وقرئ بها جميعاً، ونسب العذاب الى الشّيطان تكرّماً وحياءً من نسبة السّوء الى الله، وقيل: كان الشّيطان يوسوس اليه ويقول: طال مرضك ولا يرحمك ربّك، وقيل: كان يقول: كنت فى نعمة وولد واهل كذا، ووقعت الآن فى بليّة كذا لعلّه يجزع، وقيل: اشتدّ مرضه حتّى اجتنبه النّاس فوسوس الى النّاس ان يستقذروه ويخرجوه ولا يتركوا امرأته ان تدخل عليهم وكان ايّوب (ع) يتأذّى بذلك فشكا ذلك ولم يشك البليّة.