التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٢١
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ تَرَ } الخطاب عامّ والاستفهام للتّقريع او خاصّ بمحمّدٍ (ص) والاستفهام للتّقرير لانّه (ص) يرى ذلك وان كان غيره لا يراه { أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } اصنافه وانواعه، او المقصود اختلاف الالوان حقيقةٍ { ثُمَّ يَهِـيجُ } يثور عن منبته بالجفاف { فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } متفتّتاً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ } تذكيراً بالصّانع وكمال حكمته وقدرته وعنايته بخلقه لا سيّما ببنى آدم لانتفاعهم بما سواهم وكون ما سواهم لانتفاعهم دون ما سواهم وتذكيراً بانّ الاحياء بالحياة الدّنيا مثل انبات النّبات واخضراره وانحطاطه ويبسه واصفراره وتفتّته فلا يغترّ بها ويعلم انّها ايضاً ليست مقصودة بالذّات بل هى كسائر الموجودات مقدّمة لغيرها وليطلب ذلك وليعمل له { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } الّذين قبلوا ولاية علىٍّ (ع) بالبيعة الخاصّة الولويّة كما تكرّر انّه لا يحصل اللّبّ للانسان الاّ بتأبير الولاية.